مستويات الاستراتيجية في الفكر الإداري الحديث
يُثار في الفكر الإداري تساؤل مهم حول العلاقة بين التخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية: هل هما وجهان لعملة واحدة، أم أن الإدارة الاستراتيجية هي ثمرة تطوّر طبيعي لمفهوم التخطيط الاستراتيجي؟ والحقيقة أن الإدارة الاستراتيجية أصبحت الإطار الأشمل الذي يحتضن التخطيط كأداة ضمن دورة متكاملة تشمل التحليل، التخطيط، التنفيذ، والمتابعة والتكيف مع البيئة المتغيرة. ومن هذا المنطلق، أصبح فهم مستويات الاستراتيجية داخل المنظمة ضرورة أساسية لضمان انسجام الفكر مع الممارسة.
الخلاصة: التخطيط الاستراتيجي جزء من الادارة الاستراتيجية
كما انه لم يعد الفكر الإداري الحديث يكتفي بالمستويات الثلاثة التقليدية (الكلية – وحدات الأعمال – الوظيفية)، بل تطوّر المفهوم ليشمل مستويات أعمق وأكثر تكيفًا مع التغيرات التنظيمية. وفيما يلي مقارنة بين أبرز مستويات الاستراتيجية وفق تطور الفكر الإداري عبر العقود:
| م | مستوى الاستراتيجية | الوصف العام | أبرز العلماء / المدارس |
|---|---|---|---|
| 1 | الاستراتيجية الكلية | تُعنى بتحديد مجالات عمل المنظمة وتوزيع الموارد بين وحداتها. | ألفريد تشاندلر – إيغور أنسوف – مايكل بورتر |
| 2 | استراتيجية وحدات الأعمال | تركّز على كيفية المنافسة في كل قطاع أو مجال داخل المنظمة. | مايكل بورتر – كينيث أندروز |
| 3 | الاستراتيجية الوظيفية | تُترجم الأهداف العليا إلى خطط تنفيذية في الموارد البشرية أو التسويق أو الجودة. | بيتر دركر – روبرت كابلان – ديفيد نورتون |
| 4 | الاستراتيجية التشغيلية | تُعنى بالعمليات اليومية وكيفية تحويل الخطط إلى ممارسات مرنة فعّالة. | هنري منتزبرغ – روبرت كابلان |
| 5 | الاستراتيجية المؤسسية (أو الحوكمة) | تركّز على علاقة القيادة والحوكمة بين مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية. | مبادئ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية – نظريات الحوكمة المؤسسية |
| 6 | الاستراتيجية التكيفية أو الديناميكية | تُعنى بقدرة المنظمة على إعادة تشكيل خططها وفق المتغيرات البيئية السريعة. | هنري منتزبرغ – كيم و موبورن |
| 7 | الاستراتيجية الفردية أو القيادية | تُبرز دور القائد في امتلاك رؤية استراتيجية شخصية توجّه قراراته اليومية. | بيتر سينج – ستيفن كوفي – دانيال جولمان |
إن فهم هذه المستويات لا يُعدّ تمرينًا نظريًا فحسب، بل هو أداة لبناء إدارة واعية متكاملة تستطيع التفكير في أكثر من بعد في الوقت نفسه: من الإنسان إلى المؤسسة، ومن الفكرة إلى الفعل.
📌 ملاحظة الباحثة
من المهم الإشارة إلى أن أغلب المراجع الكلاسيكية في الفكر الإداري — مثل أعمال ألفريد تشاندلر ومايكل بورتر وكينيث أندروز — حصرت مستويات الاستراتيجية في ثلاثة مستويات رئيسية: استراتيجية الشركة، واستراتيجية وحدات الأعمال، والاستراتيجية الوظيفية، بوصفها الإطار العلمي المعتمد لتوزيع الأدوار والمسؤوليات داخل المنظمات.
أما المستويات الأخرى التي أُضيفت لاحقًا (كالاستراتيجية التشغيلية، والمؤسسية، والديناميكية، والفردية)، فهي ناتجة عن تطور الفكر الإداري الحديث ومحاولته الاستجابة لتعقّد البيئة التنظيمية واتساع دور القيادة والحوكمة.
وهكذا، لا يُمكن اعتبار هذه الإضافات بديلاً عن التقسيم الكلاسيكي، بل امتدادًا فكريًا يعكس نضوج الفكر الاستراتيجي وتوسّعه نحو فهم أعمق للعلاقة بين الفكر، والفعل، والوعي الإداري
حين تلتقي الإدارة بالوعي... يولد الأثر.
هذا المحتوى يعكس رؤية شخصية، ولا يُسمح بإعادة النشر دون الإشارة للمصدر.
"الفكر مسؤولية… والكلمة أثر."
© saharadmin.com – 2025

تعليقات
إرسال تعليق