المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف مقارنات فكرية

النماذج السلبية في الإدارة الاستراتيجية: عندما تنحرف البوصلة

صورة
على الرغم من أهمية المعرفة التامة للإدارة الاستراتيجية وما هو مفهومها ( ماذا أدير ، ولماذا أدير ، وكيف أدير ، وأين أدير )، إلا أن هناك نماذج سلبية مع تجاهل النموذج الأمثل للإدارة، وهو الكفاءة و الفاعلية من خلال مجموعة من الخيارات التي تعمل المنظمة على تحقيقها خلال مدة زمنية محددة في ظل بيئة متغيرة، مع الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة (المالية، المادية، التكنولوجية، والموارد البشرية). ورغم وضوح الأسس النظرية للإدارة الاستراتيجية وأهمية تطبيقها بوعي، إلا أن الممارسة العملية قد تنحرف أحيانًا نحو أنماط سلبية تُفرغ الاستراتيجية من جوهرها. هذه الأنماط لا تنشأ من فراغ، بل غالبًا ما تكون نتيجة سوء استغلال الموارد المتاحة، أو ضعف القدرة على المواءمة مع بيئة العمل المتغيرة، أو غياب الرؤية الواضحة. ومن أبرز هذه الأنماط ما يمكن وصفه بـ إدارة الأمل ، الإدارة الغامضة ، و الإدارة بالاستقراء ، وهي نماذج تترك أثرًا عميقًا على قدرة المنظمة على المنافسة والاستمرار. النماذج السلب...

من ساحات الحرب إلى مكاتب الإدارة: تطوّر مفهوم الاستراتيجية

صورة
  تتبع هذه المقالة رحلة مفهوم الاستراتيجية من جذوره العسكرية عند كلاوزفيتز إلى الفكر الإداري الحديث عند بورتر ومنتزبرغ، لتوضح كيف أصبحت أداة لصنع الأثر لا للقتال. كَثُر الحديث في الآونة الأخيرة حول مفهوم الاستراتيجية وأهميته في الإدارة الحديثة، رغم أن المصطلح لم يكن في الأصل إداريًا، بل وُلد في أحضان الفكر العسكري . فقد استُخدم سابقًا لوصف فن إدارة المعارك وتوجيه الجيوش لتحقيق النصر، إذ كان الهدف دراسة الوسائل التي تضمن نجاح الدول في حروبها. ومن أبرز من تناول المفهوم بعمق هو الخبير العسكري كلاوزفيتز (Clausewitz) الذي رأى أن جوهر الاستراتيجية يقوم على ترابط وتماسك ثلاثة عناصر رئيسية: تركيز القوات: لتحقيق التفوق الحاسم في موقع محدد. اقتصاد القدرات: لضمان الاستخدام الأمثل للموارد دون هدر. حرية التحرك: التي تتيح اتخاذ القرار السريع وفق متغيرات الميدان. ومع تطور المجتمعات وتحوّل موازين القوة من الجيوش إلى الاقتصاد والمعرفة ، انتقلت الاستراتيجية من ساحات الحرب إلى مكاتب الإدارة، لتصبح أداة فكرية تُستخدم في معارك السوق بدلًا من ميادين القتال. فبينما كا...

العقل الأخلاقي vs. التنظيمي: الإدارة بين ابن تيمية وآدم سميث

صورة
 مقارنة في جوهر المفهوم ووسائل التطبيق في زمن تتسارع فيه مفاهيم الإدارة، لم تعد القيادة تعني فقط إصدار الأوامر، بل أصبحت علمًا، وفنًا، ومسؤولية. وبينما ينسب الكثيرون الإدارة الحديثة إلى الثورة الصناعية، فإن العودة للفكر الإسلامي تُظهر أن القيم الإدارية قد وُضعت منذ قرون. في هذا المقال، نقف عند شخصيتين بارزتين:  ابن تيمية – مفكر إسلامي أرسى مفاهيم الإصلاح الإداري من منظور شرعي  آدم سميث – اقتصادي غربي وضع اللبنات الأولى للنظام الرأسمالي وتنظيم العمل والإنتاج فما الرابط بين فقيه من القرن السابع الهجري، ومفكر اقتصادي من القرن الثامن عشر الميلادي؟ الإجابة في خمسة محاور: جدول المقارنة بين ابن تيمية وآدم سميث المحور ابن تيمية آدم سميث  مفهوم الوظيفة الإدارية الإدارة = أمانة شرعية تهدف لتحقيق المصلحة العامة ودفع المفاسد. تُضبط بالعدل، واختيار الأصلح والتكليف. الإدارة = وظيفة تنظيمية عقلانية تهدف إلى رفع الكفاءة والإنتاجية. تحقيق المنف...