️ من القاعة إلى الميدان: القيمة الحقيقية للتدريب




في كل مرة تُفتح فيها قاعة تدريبية، يُفتح معها باب لاحتمال جديد من الوعي المهني. لكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثير هي أن التدريب لا يُقاس بعدد الأيام، بل بما يتغيّر بعد انتهاء الدورة.

حين شاركت في دورة مؤشرات الأداء الرئيسية بمعهد الإدارة، أدركت أن الزمن التدريبي لا يبدأ من لحظة تسجيل الحضور، بل من اللحظة التي أعود فيها إلى مكتبي لأُطبّق ما تعلّمته على أرض الواقع. فالقيمة ليست في الشهادة، بل في ترجمة المعرفة إلى ممارسة.

الموظف الذي يعود من الدورة دون أن يُحدث فرقًا، يشبه من قرأ كتابًا وأغلقه دون أن يتأمل سطرًا واحدًا منه. إن الدورات ليست تحصيل حاصل من أجل الترقية، بل هي محطات وعي تُعيد ترتيب طريقة التفكير، وتُنمّي حسّ القيادة الداخلية لدى الفرد.

أما الزمن التدريبي الحقيقي، فهو ما يلي انتهاء الدورة، حين تبدأ مرحلة "الاختبار التطبيقي" لما تمّ تعلمه. هناك تُختبر الإرادة قبل المهارة، والصبر قبل الخطط، وتظهر الفوارق بين من حضر ليحصل على شهادة، ومن حضر ليصنع أثرًا.

ولكي يكون التدريب ذا أثر مستدام، لا بد أن يكون هناك تبادل منفعة داخل بيئة العمل. فالزميلة التي استفادت من دورة تدريبية، عليها أن تنقل المعرفة لزميلاتها عبر جلسة قصيرة، أو مشاركة داخلية، أو حتى ملاحظة تُلهم الآخرين. بهذا فقط تتحول المعرفة الفردية إلى ثقافة مؤسسية حيّة.

والتقدير الحقيقي في بيئة العمل لا يُمنح لمن حضر الدورة، بل لمن نشر أثرها. فالتدريب ليس مجرد وسيلة للترقية، بل مسؤولية ووعي قيادي يجعل من كل موظف مرآة للتطور المؤسسي.

💡 ومضة وعي

التدريب لا يُقاس بعدد الأيام التي نحضرها، بل بعدد الأيام التي نُطبّق فيها ما تعلمناه، خصوصا حين نُدرك أن التدريب ليس ترفًا، بل مسؤولية فكرية وسلوكية، نكون قد بدأنا أول خطوة نحو الإدارة الواعية المتكاملة


حين تلتقي الإدارة بالوعي... يولد الأثر.

 هذا المحتوى يعكس رؤية شخصية، ولا يُسمح بإعادة النشر دون الإشارة للمصدر.

"الفكر مسؤولية… والكلمة أثر."

© saharadmin.com – 2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن الإدارة النبوية: بوصلة القيادة من الحديث النبوي – كيف تُبني القائد بداخلك

أفكار إدارية نابضة من الميدان: عندما يتكلم الواقع

في الإدارة الواعية… لا هدف دون وعي بالرؤية