المشاركات

ما هي الإدارة الواعية المتكاملة؟ ولماذا نحتاجها الآن؟

صورة
ما هي الإدارة الواعية المتكاملة؟ في عالم سريع التغير، لم تعد الإدارة مجرد أدوات لتنظيم الوقت أو تحفيز الأفراد، بل أصبحت انعكاسًا مباشرًا لتطوّر الإنسان نفسه. وهنا تظهر الحاجة إلى مصطلح جديد يواكب هذا التحول: الإدارة الواعية المتكاملة. ✦ تعريف الإدارة الواعية المتكاملة الإدارة الواعية المتكاملة هي نموذج فكري إداري يجمع بين منجزات الإدارة الحديثة، ومنهجيات الإدارة المعاصرة، ويعبّر عن تطوّر الإنسان لا الأرقام، في عصر لم تعد فيه الإدارة مجرد وظائف تقليدية، بل أصبحت مرآة لأربعة أبعاد متكاملة: القيم – لأنها تضيء طريق القرار الأداء – لأنه لا قيمة للجهد بلا أثر التغيير – لأنه الثابت الوحيد في بيئة العمل التأمل – لأنه البوصلة التي تعيد القائد إلى ذاته قبل أن يوجّه الآخرين ✦ لماذا "التغيير" هو الثابت الوحيد في بيئة العمل؟ لأن كل عناصر بيئة العمل باتت متغيرة، وهذه مقارنة توضّح الفارق بين النظرة التقليدية والنموذج المتكامل: العنصر النموذج التقليدي الإدارة الواعية المتكاملة الهيكل مستقر وثابت يتغير حسب الظروف ...

فلسفة الإدارة من المصنع إلى السوق: فايول × سميث

صورة
في زمنٍ تُستبدل فيه الوظائف بالأتمتة، وتُدار فيه المؤسسات من لوحات رقمية، نحتاج أن نتوقف قليلًا أمام جذور الإدارة. فكيف نشأت الفكرة؟ ومن وضع أساساتها؟ في هذا المقال، نُعيد النظر في فكرتين شكّلتا حجر الأساس لفهم الإدارة: فايول الذي أراد أن يجعل الإدارة علمًا منظمًا داخل المصنع. سميث الذي رأى أن تقسيم العمل هو السبيل لزيادة ثروة الأمم. ورغم اختلاف المنطلق بين الإداري والاقتصادي، إلا أن الرابط بينهما عميق… ويتجاوز الزمن. ⚖️ فايول × سميث: مقارنة تأصيلية المحور هنري فايول آدم سميث المجال العلمي الإدارة العامة – إدارة الأعمال الاقتصاد السياسي – الفلسفة الأخلاقية الفترة الزمنية 1916 – فرنسا الصناعية 1776 – بريطانيا ما قبل الثورة الصناعية منطلق الفكرة ضبط المؤسسة من الداخل تحسين أداء الاقتصاد القومي أبرز مؤلف الإدارة الصناعية والعمومية ثروة الأمم المبدأ المؤسس وظائف الإدارة: تخطيط، تنظيم، قيادة، رقابة تقسيم العمل لزيادة الكفاءة نظرة للإنسان المدير هو محور الحركة داخل المنظمة العامل ترس في ماكينة السوق ...

لماذا آدم سميث؟ فلسفة الإدارة والاقتصاد بين "ثروة الأمم" والسيرة النبوية

صورة
  حين نختار أن نقارن، فنحن لا نضع الأشخاص على طاولة المفاضلة، بل نضع الأفكار على ميزان الوعي. ولعلّ من أبرز الأسماء التي تستحق الوقوف أمامها في فكر الإدارة والاقتصاد هو آدم سميث ، الفيلسوف الاسكتلندي ومؤلف كتاب ثروة الأمم ، الذي يُعدّ بمنزلة النص التأسيسي للاقتصاد الكلاسيكي الحديث. لكن ما الذي يدعو لربط هذا الاسم الغربي بالسيرة النبوية وكتابات علماء المسلمين الأوائل؟ ولماذا يكون سميث، تحديدًا، مرآة فكرية للمقارنة؟ 1. لأنه الأب الروحي للاقتصاد… لكنه لم يكن مجرد اقتصادي آدم سميث لم يكن تقنيًا يحلل الأرقام، بل فيلسوفًا أخلاقيًا يرى أن الإنسان لا يتحرك فقط بدافع المنفعة، بل أيضًا بدافع "التعاطف"، كما قال في كتابه الآخر نظرية المشاعر الأخلاقية . هذا التوازن بين المصلحة والقيم يُشكّل جسرًا هامًا للمقارنة مع الرؤية الإسلامية التي ترى الإنسان خليفة في الأرض، محاسبًا على قراراته، ومتوازنًا بين الروح والمادة. 2. لأن كتابه "ثروة الأمم" ناقش الإدارة من حيث لا يُسمّيها كذلك في حديثه عن تقسيم العمل ، سير سميث أعماق الإنتاجية والتنظيم، وربطها بـ حجم السوق . قال...

فن الإدارة النبوية: بوصلة القيادة من الحديث النبوي – كيف تُبني القائد بداخلك

صورة
المؤمن القوي… كيف تبني ذاتك الواثقة لتقود؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «المؤمن القوي، خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمنِ الضعيف، وفي كلٍّ خير؛ احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز…» (رواه مسلم) . هذا الحديث رسم معالِم «الذات القيادية» قبل أن يصوغها علم الإدارة الحديث؛ إذ جمع بين القوة الداخلية، والحرص على الفعل النافع، والاعتماد على الله، ورفض العجز الذاتي. فكيف يكتسب طالب القيادة هذه الركائز؟ 1. القوة هنا… قوة شاملة لا عضلية فقط من ألفاظ الحديث المعنى القيادي التطبيق العملي اليوم المؤمن القوي شخصية متوازنة جسدًا وعقلًا وروحًا ✦ اعتنِ بصحتك ✦ طوّر مناطق معرفتك ✦ اجعل لك وردًا ثابتًا من القرآن والذكر احرص على ما ينفعك وضوح الأولويات وتركيز الجهود ✦ اكتب أهدافك ربع سنوية ✦ قسِّمها لمهام أسبوعية قابلة للإنجاز استعن بالله توكّل واعٍ لا اتكال ✦ ابدأ كل خطة بدعاء واستشارة أهل الخبرة لا تعجز ذهنية المبادرة بدلاً م...

الإدارة لا تنجح إلا إذا جمعت بين الدراسة والتجربة

صورة
🟤 الإدارة لا تنجح إلا إذا جمعت بين الدراسة والتجربة لماذا هذه المدونة؟ ولماذا الآن؟ لأن الوقت قد حان لنُعيد تعريف الإدارة… لا كما تُدرّس فقط، ولا كما تُروى في كتب النظريات، بل كما نعيشها كل يوم: بين قرارات تتأرجح، وقيم تُختبر، وتحديات تتطلب وعيًا أكثر من مجرد مهارة. لقد رأينا مشاريع تنهار لأنها اعتمدت على الحدس دون علم، وأخرى تتعثّر رغم التخطيط لأنها تجاهلت سياق الواقع وبشره. إن الإدارة الواعية هي تلك التي تمزج بين: الفهم النظري والتجربة الواقعية المهارة المكتسبة والقيمة الداخلية الرؤية المستقبلية والمنهج المدروس هذه المدونة ليست مساحة تعليمية فقط… بل محاولة لصنع أثر يبدأ من فكرة، ويكبر مع كل قارئ يعيد ترتيب فكره أو يستلهم شعلة من تجربة. لقد كتبتُ مؤخرًا كتابًا حول الإدارة وتطوير الذات، جمعت فيه تأملاتي المهنية، ورؤيتي الإدارية، وقيمي الشخصية. وهنا في هذه المدونة، أفتح المجال لعرض ما لا تسعه صفحات الكتب الرسمية: تأملات، نماذج، مواقف حقيقية، وأسئلة بلا إجابات جاهزة… لكنها توقظ فيك التفكير. إن كنت تؤمن أن الإدارة تبدأ من الذات، وأن النجاح ليس وصفة جاهزة بل...

الإدارة العامة: ملامح تطورها التاريخي ومنهجيتها

صورة
لم تعد الإدارة العامة مجرد أداة تنفيذية لقرارات الدولة، بل أصبحت علمًا وممارسة مؤثرة في تشكيل السياسات العامة، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وتعزيز فعالية مؤسسات الدولة. لقد تطورت الإدارة العامة عبر محطات فكرية وممارسات تنظيمية متعاقبة، انعكست على شكلها ووظيفتها وأدائها. 📌 أولاً: مراحل تطور الإدارة العامة مرحلة الفصل بين السياسة والإدارة (1900–1930): ساد الاعتقاد بأن السياسة تعبّر عن الإرادة العامة للدولة، بينما تقتصر مهمة الإدارة على التنفيذ الفني المحايد، لضمان الكفاءة والحيادية. مرحلة المبادئ الإدارية (1930–1940): سعت لاكتشاف مبادئ إدارية عامة قابلة للتطبيق في مختلف المنظمات مثل التخصص، التسلسل الهرمي، ووحدة القيادة. مرحلة الإدارة العامة كفرع من فروع العلوم السياسية (1940–1960): دمجت بين الإدارة والسياسة العامة، وركزت على السلوك التنظيمي وصناعة القرار. مرحلة الإدارة العملية (1960–1990): نظرت للإدارة كمهنة تعتمد على المهارات، والبحوث التطبيقية، والتقنيات الحديثة. 📊 ثانيًا: منهجية الإدارة العامة العنصر الوصف ...

اختبار الأداء الذهني للمديرين: هل تقود بوعي؟ أم أنك غائب ذهنيًا؟

صورة
في ظل طموح رؤية المملكة 2030 نحو تمكين الشباب ليكونوا قادة لا موظفين، ومحرّكًا للاقتصاد لا عبئًا عليه، تبرز الحاجة إلى أنماط قيادة جديدة تقوم على الوعي الذاتي والحضور الذهني، بدلًا من الأوامر والمراقبة. الإدارة الحديثة لم تعد تعترف بالمدير الغائب ذهنيًا، حتى وإن حضر بجسده. فحضورك الإداري يُقاس بمدى وعيك بنفسك، وبفريقك، وباللحظة التي تديرها. ✨ صمّمنا هذا الاختبار لقياس مدى وعيك الذهني واستعدادك لتكون قائدًا فاعلًا في بيئة متغيّرة. 🧠 هل أنت مدير بوعي ذهني؟ اختر الإجابة التي تمثلك بصدق. كل عبارة تقيس جانبًا من الإدراك الذهني للمديرين. (1 = نادرًا، 5 = دائمًا) ألاحظ مشاعري قبل اتخاذ قرارات تحت الضغط. أتمهل قبل الرد على الموظفين، خاصة في المواقف الصعبة. أخصص وقتًا أسبوعيًا لمراجعة سلوكياتي كقائد. أستمع للموظف حتى النهاية دون مقاطعة أو إصدار حكم فوري. أدرك تأثير نبرة صوتي وتعابير وجهي أثناء الاجتماعات. أعترف بأخطائي علنًا عندما أكتشف أنني تسرعت في قرار. أتحكم في انفعالاتي عندما أواجه مقاومة من الفريق. أُبدي تفهُّمًا لمشاعر الم...