الاختبار الكمي: هل ما زال أداة كافية في عصر الذكاء الاصطناعي؟
هل يواكب الاختبار الكمي متطلبات العصر؟
مع تطور بيئات العمل وتزايد الاعتماد على الحلول الرقمية، أصبح من المهم أن نتساءل: هل أدوات التقييم الوظيفي التي نعتمدها اليوم ما زالت تعكس واقع الوظائف الحديثة؟
من بين هذه الأدوات، يبرز الاختبار الكمي في القدرة المعرفية كأحد المحاور الأساسية التي يتم الاعتماد عليها لتقييم المتقدمين للوظائف، خاصة في القطاعات الإدارية. لكن الواقع العملي اليوم تغيّر كثيرًا… فالموظف لم يعد يُطلب منه فقط إجراء عمليات حسابية ذهنية، بل بات مطالبًا بتحليل البيانات، قراءة المؤشرات، واتخاذ قرارات مبنية على معلومات رقمية معقدة.
التحدي
الاختبار الكمي في شكله الحالي يركّز على المسائل الحسابية المجردة، وهو أمر لا يمكن إنكار أهميته كأساس ذهني. لكن، هل يكفي ذلك؟
في زمن تدار فيه معظم البيانات عبر برامج مثل Excel وPower BI، وتُتخذ فيه القرارات بناءً على لوحات تحكم رقمية وتوقعات إحصائية، قد لا يكون هذا النوع من التقييم كافيًا لقياس الكفاءة الحقيقية التي يحتاجها الموظف في بيئة العمل.
ما الذي يمكن تطويره؟
إذا أردنا أن يكون هناك تطوير حقيقي في هذا المحور، فمن الأفضل أن يتضمن:
- أسئلة تطبيقية على قراءة جداول Excel وتحليلها.
- مواقف عملية تتطلب اتخاذ قرار بناءً على مؤشرات رقمية.
- محاكاة بيئة عمل رقمية تضع المتقدم في سيناريو واقعي يتطلب منه التفكير والتفاعل مع أدوات رقمية حديثة.
رؤية مقارنة: الواقع مقابل التقييم
المحور | الواقع الإداري الحديث | ما يقيسه الاختبار الكمي حالياً | ملاحظات تطويرية ممكنة |
---|---|---|---|
طبيعة المهام الحسابية | تُدار عبر برامج مثل Excel وPower BI وأنظمة ERP | أسئلة حسابية ذهنية أو ورقية | يُفضّل قياس القدرة على استخدام الأدوات وتحليل البيانات الرقمية |
الدور المطلوب من الموظف | تحليل بيانات – تفسير مؤشرات – اتخاذ قرارات | حل مسائل مجردة | من الأفضل أن تحاكي الأسئلة طبيعة المهام الواقعية |
المهارات الرقمية المطلوبة | التعامل مع أتمتة وتحليل بيانات وذكاء صناعي | لا يتم قياسها في التقييم | إدراج سيناريوهات رقمية تفاعلية سيكون أكثر دقة وواقعية |
الهدف من التقييم | التفكير النقدي والتحليل ضمن سياق العمل | تقييم القدرة العددية كمؤشر على التفكير المنطقي | يمكن تحقيق الهدف نفسه بأسئلة تربط الأرقام بسياق إداري واضح |
خلاصة
لسنا بحاجة إلى إلغاء الاختبار الكمي، بل إلى تطويره وتحديثه.
نحتاج إلى أدوات تقييم تعكس بيئة العمل كما هي: رقمية، متسارعة، قائمة على التحليل واتخاذ القرار.
فالتقييم الجيد هو الذي لا يختبر فقط قدراتنا، بل يهيئنا لما هو قادم.
إلى صنّاع القرار في التوظيف:
أنتم تصنعون الفرق حين تعيدون تعريف "الجدارة" بما يتماشى مع متطلبات السوق والواقع العملي. تحديث أدوات التقييم ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان توظيف الأشخاص الأنسب، لا فقط الأكفأ نظريًا.
إلى الباحثين عن عمل في الإدارة:
اجعل من أدوات التحليل الرقمي صديقك اليومي. تعلّم قراءة الجداول، تفسير المؤشرات، واتخذ قرارات مستندة إلى بيانات. فالتفوق في الأرقام اليوم لا يعني السرعة في الحساب فقط، بل القدرة على تحويل الرقم إلى رؤية.
تعليقات
إرسال تعليق