القيادة بالوعي لا بالأوامر: هل تدرك ما لا يُقال؟
القيادة ليست في التوقيع… بل في الوعي بما لا يُقال
يُنظر كثيرًا إلى المدير النموذجي على أنه أول من يحضر وآخر من ينصرف.
تُلتقط له الصور وهو يوقع في الدقيقة الأولى، ويُصفّق له حين يتأكد الجميع أنه يترك مكتبه بعد الجميع.
لكن الحقيقة أعمق من بطاقة توقيع.
القيادة لا تُقاس بمؤشر الحضور والانصراف، بل بما يحدث حين لا يكون المدير موجودًا.
المدير الذي يظن أن انضباطه الظاهري هو ما يصنع الالتزام في فريقه، قد يغفل عن التحدي الحقيقي:
أن في الفريق ظروفًا، مسؤوليات، ضغوطًا غير مرئية، لا تنعكس على ورقة "حضور" أو جدول "انصراف".
بعض الموظفين لا يعوقهم ضعف الالتزام، بل يعوقهم ظرف إنساني، أو مسؤولية أُسريّة، أو مرض غير ظاهر، أو حتى قلق داخلي لا يُقال.
والمُلهِم الحقيقي هو من يرى ما وراء التوقيت.
في بيئات العمل التي تعي إنسانية موظفيها، لا يكون "الوقت" سيفًا مرفوعًا، بل إطارًا مرنًا يُدار بالعقل والرحمة معًا.
فمنح الثقة، وتقدير الظرف، وإدارة الغياب بوعي، هي ممارسات قيادية أرقى من مجرد الحضور المادي.
المدير الذي يريد من فريقه الانضباط، يبدأ بأن يفهم واقعهم، لا بأن يراقب جدولهم.
لأن الأثر الحقيقي لا يُقاس بالدقائق، بل بالولاء.
تعليقات
إرسال تعليق