من الفكرة إلى التنفيذ: كيف تبدأ مشروعك بروح رؤية 2030؟
🟢 الأسبوع الثاني
الإدارة الاستراتيجية: من أين تبدأ؟
في الأسبوع الأول من سلسلة "رؤية 2030 والإدارة"، ناقشنا كيف أن الرؤية ليست مجرد وثيقة تخطيط بل خريطة وعي وقيادة وطنية.
ننتقل في الأسبوع الثاني إلى أولى خطوات التفعيل العملي: الإدارة الاستراتيجية، وهي المرحلة التي نبدأ فيها بالتحليل، والتخطيط، وربط المشروع برؤية المملكة وقيمها.
في زمن سريع التحول، لم يعد كافيًا أن نمتلك فكرة مشروع أو خطة تشغيلية، بل أصبحت قراءة السوق عن قرب، في ضوء توجهات الرؤية، ضرورة أولى قبل أي قرار إداري.
فالمشروع لا يُبنى على الحماس، بل على إدراك شامل للمشهد، وموقع المشروع فيه، وحجم الفرصة الفعلية. ولهذا أصبحت العملية الإدارية الكلاسيكية (تخطيط – تنظيم – توجيه – رقابة) تعني اليوم:
- التخطيط وفق رؤية 2030 ومساراتها.
- التنظيم بما يخدم القطاعات ذات الأولوية الوطنية.
- التوجيه باتجاه تمكين الأفراد والمنشآت.
- الرقابة على مستوى الأثر الاقتصادي لا الداخلي فقط.
"السؤال لم يعد: ما المشروع الذي أريد أن أبدأ به؟ بل: ما المشروع الذي يخدم الواقع، ويتسق مع الرؤية، ويُحدث فرقًا؟"
التحليل البيئي: الأدوات التي نبدأ بها الطريق
لكي تكون قراراتك الإدارية ذات جدوى، عليك أن تبدأ بـ فهم البيئة التي يتحرك فيها مشروعك، داخليًا وخارجيًا. وهنا تستخدم الإدارة أدوات تحليلية أساسية، أهمها:
أداة SWOT
العنصر | المعنى |
---|---|
S | نقاط القوة الداخلية |
W | نقاط الضعف الداخلية |
O | الفرص في السوق |
T | التهديدات أو المخاطر |
أداة PESTEL
العنصر | ما يمثله |
---|---|
Political | السياسات الحكومية والتنظيمات |
Economic | العوامل الاقتصادية والتمويل |
Social | سلوك المستهلك والمجتمع |
Technological | التحول الرقمي والتقنيات الجديدة |
Environmental | الاشتراطات البيئية والتنمية المستدامة |
Legal | القوانين والتشريعات المحلية |
صياغة الرؤية والرسالة: من التنفيذ إلى الاتجاه
بعد التحليل، تأتي صياغة الهوية الداخلية للمشروع:
الرؤية: ما الذي نطمح إليه على المدى البعيد؟
الرسالة: ما الهدف من وجودنا؟ ما القيمة التي نقدمها؟
كل منشأة اليوم تُطلب منها أن تسير في ضوء الرؤية الوطنية، وأن تجعل أهدافها جزءًا من “اقتصاد مزدهر”.
ربط الأهداف المؤسسية بالأهداف الوطنية – اقتصاد مزدهر
منشأتك لا تعمل في فراغ. هل تسهم في التوطين؟ في الابتكار؟ في دعم التقنية؟
كل هدف داخلي يجب أن يُترجم إلى هدف يخدم محورًا من محاور رؤية 2030، مثل:
- زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي.
- تحفيز ريادة الأعمال.
- تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
نموذج تطبيقي: المنشآت الصغيرة والمتوسطة
تمثل 99% من الشركات، وتخلق فرص عمل، وتحفّز الابتكار المحلي. الرؤية تمنحها أدوات النجاح… لكن الإدارة الواعية هي من تحوّل الأدوات إلى نتائج.
كيف تتحول هذه الرؤية إلى خطة تنفيذية؟ سنتناول مؤشرات الأداء (KPIs)، والمبادرات، والخرائط الاستراتيجية.
"الفكر مسؤولية… والكلمة أثر."
تعليقات
إرسال تعليق