المشاركات

الإدارة العامة: ملامح تطورها التاريخي ومنهجيتها

صورة
لم تعد الإدارة العامة مجرد أداة تنفيذية لقرارات الدولة، بل أصبحت علمًا وممارسة مؤثرة في تشكيل السياسات العامة، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وتعزيز فعالية مؤسسات الدولة. لقد تطورت الإدارة العامة عبر محطات فكرية وممارسات تنظيمية متعاقبة، انعكست على شكلها ووظيفتها وأدائها. 📌 أولاً: مراحل تطور الإدارة العامة مرحلة الفصل بين السياسة والإدارة (1900–1930): ساد الاعتقاد بأن السياسة تعبّر عن الإرادة العامة للدولة، بينما تقتصر مهمة الإدارة على التنفيذ الفني المحايد، لضمان الكفاءة والحيادية. مرحلة المبادئ الإدارية (1930–1940): سعت لاكتشاف مبادئ إدارية عامة قابلة للتطبيق في مختلف المنظمات مثل التخصص، التسلسل الهرمي، ووحدة القيادة. مرحلة الإدارة العامة كفرع من فروع العلوم السياسية (1940–1960): دمجت بين الإدارة والسياسة العامة، وركزت على السلوك التنظيمي وصناعة القرار. مرحلة الإدارة العملية (1960–1990): نظرت للإدارة كمهنة تعتمد على المهارات، والبحوث التطبيقية، والتقنيات الحديثة. 📊 ثانيًا: منهجية الإدارة العامة العنصر الوصف ...

اختبار الأداء الذهني للمديرين: هل تقود بوعي؟ أم أنك غائب ذهنيًا؟

صورة
في ظل طموح رؤية المملكة 2030 نحو تمكين الشباب ليكونوا قادة لا موظفين، ومحرّكًا للاقتصاد لا عبئًا عليه، تبرز الحاجة إلى أنماط قيادة جديدة تقوم على الوعي الذاتي والحضور الذهني، بدلًا من الأوامر والمراقبة. الإدارة الحديثة لم تعد تعترف بالمدير الغائب ذهنيًا، حتى وإن حضر بجسده. فحضورك الإداري يُقاس بمدى وعيك بنفسك، وبفريقك، وباللحظة التي تديرها. ✨ صمّمنا هذا الاختبار لقياس مدى وعيك الذهني واستعدادك لتكون قائدًا فاعلًا في بيئة متغيّرة. 🧠 هل أنت مدير بوعي ذهني؟ اختر الإجابة التي تمثلك بصدق. كل عبارة تقيس جانبًا من الإدراك الذهني للمديرين. (1 = نادرًا، 5 = دائمًا) ألاحظ مشاعري قبل اتخاذ قرارات تحت الضغط. أتمهل قبل الرد على الموظفين، خاصة في المواقف الصعبة. أخصص وقتًا أسبوعيًا لمراجعة سلوكياتي كقائد. أستمع للموظف حتى النهاية دون مقاطعة أو إصدار حكم فوري. أدرك تأثير نبرة صوتي وتعابير وجهي أثناء الاجتماعات. أعترف بأخطائي علنًا عندما أكتشف أنني تسرعت في قرار. أتحكم في انفعالاتي عندما أواجه مقاومة من الفريق. أُبدي تفهُّمًا لمشاعر الم...

الإدارة العامة أم إدارة الأعمال؟ كيف ترسم رؤية 2030 حدود الدور القيادي؟

صورة
الفرق الجوهري بين الإدارة العامة وإدارة الأعمال: بين الخدمة العامة والربحية الاستراتيجية في ظل التحولات الهيكلية والنهضة الشاملة التي تقودها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، لم تعد الإدارة مجرد أداة تنظيم داخلي، بل تحولت إلى ركيزة استراتيجية تصوغ شكل الاقتصاد، وتحدد مدى كفاءة الدولة في خدمة مواطنيها، وقدرة مؤسساتها على الابتكار وتحقيق الأثر. الرؤية فرّقت بوعي عميق بين الإدارة العامة و إدارة الأعمال : فالإدارة العامة لم تعد محصورة في البيروقراطية، بل أصبحت مُمكِّنة للتغيير المجتمعي من خلال مبادرات مثل قياس الأداء الحكومي، التحول الرقمي، وتمكين المرأة . بينما إدارة الأعمال تحوّلت من مفاهيم ربحية تقليدية إلى مكون وطني محوري، يعكس توجه الدولة نحو تنمية القطاع الخاص، دعم ريادة الأعمال، وتوطين الصناعات . فهم هذا الفرق الجوهري لم يعد خيارًا معرفيًا، بل ضرورة لفهم كيف تُدار الرؤية في الواقع، وكيف يُبنى التكامل بين قطاعٍ يخدم المجتمع، وآخر يصنع النمو الاقتصادي. جدول المقارنة: الإدارة العامة vs إدارة الأعمال العنصر الإدارة العامة إدا...

القراءة الإدارية الواعية: كيف تفرّق بين ما تحتاجه وما يُتاح لك؟

صورة
✨ مقدمة تأملية بعد بحثٍ معمّق واطلاعٍ على أبرز الكتب الإدارية الحديثة والمعاصرة، تتكشف الحقيقة بوضوح: الكتب الإدارية الأجنبية تُهيمن على المشهد — في المكتبات، في الدورات، وحتى في ثقافة العمل. حضورها قوي، تأثيرها واضح، وأساليبها مصقولة. وفي المقابل، تظهر الكتب الإدارية العربية… حاضرة، لكن في مساحة لا تزال تبحث عن الضوء الذي تستحقه — كصوتٍ متأخر في ساحة يعلو فيها الضجيج المستورد. هل نقرأ ما كُتب من أجلنا… أم ما فُرض علينا بتوفّره؟ وهل كُتبت كتبنا الإدارية لتعبّر عن واقعنا وهويتنا؟ أم لتظهر فقط كهوامش توضح المفارقات؟ ومع هذه التساؤلات، لا بد من وقفة تقدير عميقة : لكل من كتب، اجتهد، علّم، وخاض تجربة إدارية عربية أصيلة — سواء كان منهجه علمًا دقيقًا، أو فنًا نابعًا من الميدان. فالوقت ليس لنقد الماضي، بل لبناء مستقبل معرفي إداري، يكون فيه للكتاب العربي مكانٌ لا كرمزية فحسب… بل كمرجع، ومصدر إلهام، وأداة تأثيرٍ حقيقية. 🧭 تحليل الواقع: بين الغلبة والغياب الغلبة الأجنبية في المشهد الإداري المعرفي ليست مصادفة، بل نتيجة عوامل متراكمة: هيمنة الجامعات الغربية على إنتاج النظ...

من الفكرة إلى التنفيذ: كيف تبدأ مشروعك بروح رؤية 2030؟

صورة
🟢 الأسبوع الثاني الإدارة الاستراتيجية: من أين تبدأ؟ في الأسبوع الأول من سلسلة "رؤية 2030 والإدارة"، ناقشنا كيف أن الرؤية ليست مجرد وثيقة تخطيط بل خريطة وعي وقيادة وطنية. ننتقل في الأسبوع الثاني إلى أولى خطوات التفعيل العملي: الإدارة الاستراتيجية ، وهي المرحلة التي نبدأ فيها بالتحليل، والتخطيط، وربط المشروع برؤية المملكة وقيمها. في زمن سريع التحول، لم يعد كافيًا أن نمتلك فكرة مشروع أو خطة تشغيلية، بل أصبحت قراءة السوق عن قرب ، في ضوء توجهات الرؤية، ضرورة أولى قبل أي قرار إداري. فالمشروع لا يُبنى على الحماس، بل على إدراك شامل للمشهد، وموقع المشروع فيه، وحجم الفرصة الفعلية. ولهذا أصبحت العملية الإدارية الكلاسيكية (تخطيط – تنظيم – توجيه – رقابة) تعني اليوم: التخطيط وفق رؤية 2030 ومساراتها. التنظيم بما يخدم القطاعات ذات الأولوية الوطنية. التوجيه باتجاه تمكين الأفراد والمنشآت. الرقابة على مستوى الأثر الاقتصادي لا الداخلي فقط. "السؤال لم يعد: ما المشروع الذي أريد أن أبدأ به؟ بل: ما المشروع الذي يخدم الواقع، ويتسق مع الرؤية، ويُحدث فرقًا؟" ...

خريطة الإدراك: هل نرى الواقع كما هو؟

صورة
  في زمنٍ تتزاحم فيه كتب تطوير الذات، يأتي كتاب خريطة الإدراك للكاتبة هاجر علي عقيلي ليُذكرنا بأن الإدراك ليس دورة تدريبية، ولا وصفة سريعة، بل رحلة داخلية شاقة… وصادقة . الكاتبة لم تقدّم خريطةً نهرب بها من أنفسنا، بل واجهتنا بأسئلة موجعة عن النية، والسعي، والتخبطات ، وحتى ذلك الفراغ الذي نحاول ملأه بأي شيء… إلا الحقيقة. وهنا وقفتُ، كقارئة وكأخصائية في الإدارة، أمام هذا السؤال: “هل يمكن للإدراك أن يكون أداة إدارية أيضًا؟” الإجابة التي تبلورت داخلي: نعم… ولكن بشرط ألا يُستورد ولا يُلقّن، بل يُستخرج من التجربة الصادقة، من جوهر الذات، من صوت الإنسان في داخله. 🌱 الإدراك الحقيقي يبدأ من "الإنسان أولاً" في كتاب خريطة الإدراك ، لا يُقدَّم الإنسان كوسيلة للنجاح، بل كـ غاية الإدراك وركيزته . هذا العمق يعيدنا إلى أصل قرآني لا يُمكن أن يُغفل في أي حديث عن العمل أو الإدارة: ﴿ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 129] هذه الآية تلخّص ببلاغة عميقة: أن الإنسان مستخلف لا موظف فقط ، وعمله محسوب ل...

تأمل إداري من يوم التروية: ريّ القيم قبل ريّ الأفعال

صورة
  ️ 🕊️ يوم التروية… حين يُروى القلب قبل أن يُروى الجسد في يوم التروية، يتوجّه الحجيج إلى منى … بداية الرحلة، لا نهايتها. يروون أجسادهم بالماء، ويهيئون أرواحهم للوقوف الأعظم. لكن التأمل الحقيقي يبدأ من الداخل… فـ التروية ليست فقط مكانًا، بل حالة نفسية نحتاجها جميعًا، حتى لو لم نحجّ. إدارة الذات تبدأ حين نعيد ملء قلوبنا بالنية، ونُروِّي ضمائرنا بقيمنا… قبل أن نطلب الريّ من الخارج. في زحام الحياة، ننسى أن للنية وقتًا… وللقلب عطشًا. ويوم التروية يهمس: قف قليلاً… واسأل نفسك: هل أنا أعيش بقصدي؟ أم أعيش لأن الوقت يمضي؟ هل قراراتي تعبّر عن ذاتي؟ أم عن ضغط الخارج؟ هل قلبي ممتلئ… أم فقط مجهد؟ فلنستغل هذا اليوم كمحطة إدارية ذاتية: نراجع أنفسنا كما يراجع الحجيج مناسكهم. ونهيئ نوايانا كما يهيئون طريقهم إلى عرفات. من لا يُروِّي ذاته اليوم… لن يبلغ قمّة التغيير غدًا. #إدارة_الذات #العشر_الفضيلة #يوم_التروية #تأمل_روحي