المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2025

في الإدارة الواعية… لا هدف دون وعي بالرؤية

صورة
  لماذا لا يمكن تطبيق الإدارة بالأهداف دون وضوح رؤية المؤسسة؟ في نموذج الإدارة الواعية المتكاملة ، لا تبدأ الأهداف من الأسفل إلى الأعلى، بل من الرؤية الشاملة إلى السلوك التنفيذي . فالإدارة بالأهداف (MBO) وفقًا لفكر بيتر دراكر ، لا يمكن تفعيلها ما لم تكن هناك مواءمة واضحة ومنطقية بين جميع مستويات الأهداف داخل المؤسسة. 🧱 مستوى الأهداف 🎯 ما يمثله 1. الأهداف المؤسسية الكبرى الرؤية، الرسالة، والاتجاه الاستراتيجي العام 2. الأهداف الوظيفية / الإدارية ترجمة عملية للرؤية موزعة على الإدارات 3. الأهداف الفردية مساهمة كل موظف وفق دوره وكفاءته ✨ إن لم تكن الأهداف العليا واضحة، فإن أي جهد فردي— even لو كان حسن النية — قد يُسهم في تشتيت الاتجاه، لا تحقيقه. 🧭 ما الذي يجب على الموظف معرفته قبل صياغة أهدافه؟ ❓ السؤال الإداري 💡 الغاية من معرفته ما هي رؤية ...

رؤية المملكة 2030 والإدارة: من الصفيح الساخن إلى المسار الواعي

صورة
في الوقت الذي تمضي فيه المملكة العربية السعودية بخطى واثقة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 ، تقف كثير من المؤسسات على صفيح إداري ساخن : بين أنظمة تقليدية ما زالت أسيرة الورق والروتين، وبين تطلعات وطنية جريئة تدعو إلى إدارة واعية متكاملة . المحور الأول: واقع الإدارات اليوم… أنظمة تُطفئ الحرائق الإدارات تركز على المعاملات لا على الأثر. الموظف ينجو داخل الإجراء بدلاً من الابتكار. التفكير قصير الأمد يقتل المبادرة. النتيجة: لا أثر للسياسات الكبرى دون إدارة تترجمها. المحور الثاني: رؤية 2030… دعوة لإدارة واعية متكاملة من العمل الآلي إلى الإدراك الاستراتيجي. من تنفيذ المهام إلى قيادة الممكنات. من التكرار إلى ابتكار القيمة. نحتاج إدارة ترى الرؤية مسؤولية تنفيذية يومية. المحور الثالث: أين يكمن التناقض؟ العامل الواقع التقليدي المطلوب وفق الرؤية دور المدير تنفيذ وتوجيه تصميم استراتيجيات وتحفيز الثقافة مقاومة التغيير التعلم وإعادة التشكيل القياس أرشفة الحضور مؤشرات أداء حقيقية المحور ال...

ما هي الإدارة الواعية المتكاملة؟ ولماذا نحتاجها الآن؟

صورة
ما هي الإدارة الواعية المتكاملة؟ في عالم سريع التغير، لم تعد الإدارة مجرد أدوات لتنظيم الوقت أو تحفيز الأفراد، بل أصبحت انعكاسًا مباشرًا لتطوّر الإنسان نفسه. وهنا تظهر الحاجة إلى مصطلح جديد يواكب هذا التحول: الإدارة الواعية المتكاملة. ✦ تعريف الإدارة الواعية المتكاملة الإدارة الواعية المتكاملة هي نموذج فكري إداري يجمع بين منجزات الإدارة الحديثة، ومنهجيات الإدارة المعاصرة، ويعبّر عن تطوّر الإنسان لا الأرقام، في عصر لم تعد فيه الإدارة مجرد وظائف تقليدية، بل أصبحت مرآة لأربعة أبعاد متكاملة: القيم – لأنها تضيء طريق القرار الأداء – لأنه لا قيمة للجهد بلا أثر التغيير – لأنه الثابت الوحيد في بيئة العمل التأمل – لأنه البوصلة التي تعيد القائد إلى ذاته قبل أن يوجّه الآخرين ✦ لماذا "التغيير" هو الثابت الوحيد في بيئة العمل؟ لأن كل عناصر بيئة العمل باتت متغيرة، وهذه مقارنة توضّح الفارق بين النظرة التقليدية والنموذج المتكامل: العنصر النموذج التقليدي الإدارة الواعية المتكاملة الهيكل مستقر وثابت يتغير حسب الظروف ...

فلسفة الإدارة من المصنع إلى السوق: فايول × سميث

صورة
في زمنٍ تُستبدل فيه الوظائف بالأتمتة، وتُدار فيه المؤسسات من لوحات رقمية، نحتاج أن نتوقف قليلًا أمام جذور الإدارة. فكيف نشأت الفكرة؟ ومن وضع أساساتها؟ في هذا المقال، نُعيد النظر في فكرتين شكّلتا حجر الأساس لفهم الإدارة: فايول الذي أراد أن يجعل الإدارة علمًا منظمًا داخل المصنع. سميث الذي رأى أن تقسيم العمل هو السبيل لزيادة ثروة الأمم. ورغم اختلاف المنطلق بين الإداري والاقتصادي، إلا أن الرابط بينهما عميق… ويتجاوز الزمن. ⚖️ فايول × سميث: مقارنة تأصيلية المحور هنري فايول آدم سميث المجال العلمي الإدارة العامة – إدارة الأعمال الاقتصاد السياسي – الفلسفة الأخلاقية الفترة الزمنية 1916 – فرنسا الصناعية 1776 – بريطانيا ما قبل الثورة الصناعية منطلق الفكرة ضبط المؤسسة من الداخل تحسين أداء الاقتصاد القومي أبرز مؤلف الإدارة الصناعية والعمومية ثروة الأمم المبدأ المؤسس وظائف الإدارة: تخطيط، تنظيم، قيادة، رقابة تقسيم العمل لزيادة الكفاءة نظرة للإنسان المدير هو محور الحركة داخل المنظمة العامل ترس في ماكينة السوق ...

لماذا آدم سميث؟ فلسفة الإدارة والاقتصاد بين "ثروة الأمم" والسيرة النبوية

صورة
  حين نختار أن نقارن، فنحن لا نضع الأشخاص على طاولة المفاضلة، بل نضع الأفكار على ميزان الوعي. ولعلّ من أبرز الأسماء التي تستحق الوقوف أمامها في فكر الإدارة والاقتصاد هو آدم سميث ، الفيلسوف الاسكتلندي ومؤلف كتاب ثروة الأمم ، الذي يُعدّ بمنزلة النص التأسيسي للاقتصاد الكلاسيكي الحديث. لكن ما الذي يدعو لربط هذا الاسم الغربي بالسيرة النبوية وكتابات علماء المسلمين الأوائل؟ ولماذا يكون سميث، تحديدًا، مرآة فكرية للمقارنة؟ 1. لأنه الأب الروحي للاقتصاد… لكنه لم يكن مجرد اقتصادي آدم سميث لم يكن تقنيًا يحلل الأرقام، بل فيلسوفًا أخلاقيًا يرى أن الإنسان لا يتحرك فقط بدافع المنفعة، بل أيضًا بدافع "التعاطف"، كما قال في كتابه الآخر نظرية المشاعر الأخلاقية . هذا التوازن بين المصلحة والقيم يُشكّل جسرًا هامًا للمقارنة مع الرؤية الإسلامية التي ترى الإنسان خليفة في الأرض، محاسبًا على قراراته، ومتوازنًا بين الروح والمادة. 2. لأن كتابه "ثروة الأمم" ناقش الإدارة من حيث لا يُسمّيها كذلك في حديثه عن تقسيم العمل ، سير سميث أعماق الإنتاجية والتنظيم، وربطها بـ حجم السوق . قال...

فن الإدارة النبوية: بوصلة القيادة من الحديث النبوي – كيف تُبني القائد بداخلك

صورة
المؤمن القوي… كيف تبني ذاتك الواثقة لتقود؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «المؤمن القوي، خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمنِ الضعيف، وفي كلٍّ خير؛ احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز…» (رواه مسلم) . هذا الحديث رسم معالِم «الذات القيادية» قبل أن يصوغها علم الإدارة الحديث؛ إذ جمع بين القوة الداخلية، والحرص على الفعل النافع، والاعتماد على الله، ورفض العجز الذاتي. فكيف يكتسب طالب القيادة هذه الركائز؟ 1. القوة هنا… قوة شاملة لا عضلية فقط من ألفاظ الحديث المعنى القيادي التطبيق العملي اليوم المؤمن القوي شخصية متوازنة جسدًا وعقلًا وروحًا ✦ اعتنِ بصحتك ✦ طوّر مناطق معرفتك ✦ اجعل لك وردًا ثابتًا من القرآن والذكر احرص على ما ينفعك وضوح الأولويات وتركيز الجهود ✦ اكتب أهدافك ربع سنوية ✦ قسِّمها لمهام أسبوعية قابلة للإنجاز استعن بالله توكّل واعٍ لا اتكال ✦ ابدأ كل خطة بدعاء واستشارة أهل الخبرة لا تعجز ذهنية المبادرة بدلاً م...

الإدارة لا تنجح إلا إذا جمعت بين الدراسة والتجربة

صورة
🟤 الإدارة لا تنجح إلا إذا جمعت بين الدراسة والتجربة لماذا هذه المدونة؟ ولماذا الآن؟ لأن الوقت قد حان لنُعيد تعريف الإدارة… لا كما تُدرّس فقط، ولا كما تُروى في كتب النظريات، بل كما نعيشها كل يوم: بين قرارات تتأرجح، وقيم تُختبر، وتحديات تتطلب وعيًا أكثر من مجرد مهارة. لقد رأينا مشاريع تنهار لأنها اعتمدت على الحدس دون علم، وأخرى تتعثّر رغم التخطيط لأنها تجاهلت سياق الواقع وبشره. إن الإدارة الواعية هي تلك التي تمزج بين: الفهم النظري والتجربة الواقعية المهارة المكتسبة والقيمة الداخلية الرؤية المستقبلية والمنهج المدروس هذه المدونة ليست مساحة تعليمية فقط… بل محاولة لصنع أثر يبدأ من فكرة، ويكبر مع كل قارئ يعيد ترتيب فكره أو يستلهم شعلة من تجربة. لقد كتبتُ مؤخرًا كتابًا حول الإدارة وتطوير الذات، جمعت فيه تأملاتي المهنية، ورؤيتي الإدارية، وقيمي الشخصية. وهنا في هذه المدونة، أفتح المجال لعرض ما لا تسعه صفحات الكتب الرسمية: تأملات، نماذج، مواقف حقيقية، وأسئلة بلا إجابات جاهزة… لكنها توقظ فيك التفكير. إن كنت تؤمن أن الإدارة تبدأ من الذات، وأن النجاح ليس وصفة جاهزة بل...

الإدارة العامة: ملامح تطورها التاريخي ومنهجيتها

صورة
لم تعد الإدارة العامة مجرد أداة تنفيذية لقرارات الدولة، بل أصبحت علمًا وممارسة مؤثرة في تشكيل السياسات العامة، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وتعزيز فعالية مؤسسات الدولة. لقد تطورت الإدارة العامة عبر محطات فكرية وممارسات تنظيمية متعاقبة، انعكست على شكلها ووظيفتها وأدائها. 📌 أولاً: مراحل تطور الإدارة العامة مرحلة الفصل بين السياسة والإدارة (1900–1930): ساد الاعتقاد بأن السياسة تعبّر عن الإرادة العامة للدولة، بينما تقتصر مهمة الإدارة على التنفيذ الفني المحايد، لضمان الكفاءة والحيادية. مرحلة المبادئ الإدارية (1930–1940): سعت لاكتشاف مبادئ إدارية عامة قابلة للتطبيق في مختلف المنظمات مثل التخصص، التسلسل الهرمي، ووحدة القيادة. مرحلة الإدارة العامة كفرع من فروع العلوم السياسية (1940–1960): دمجت بين الإدارة والسياسة العامة، وركزت على السلوك التنظيمي وصناعة القرار. مرحلة الإدارة العملية (1960–1990): نظرت للإدارة كمهنة تعتمد على المهارات، والبحوث التطبيقية، والتقنيات الحديثة. 📊 ثانيًا: منهجية الإدارة العامة العنصر الوصف ...

اختبار الأداء الذهني للمديرين: هل تقود بوعي؟ أم أنك غائب ذهنيًا؟

صورة
في ظل طموح رؤية المملكة 2030 نحو تمكين الشباب ليكونوا قادة لا موظفين، ومحرّكًا للاقتصاد لا عبئًا عليه، تبرز الحاجة إلى أنماط قيادة جديدة تقوم على الوعي الذاتي والحضور الذهني، بدلًا من الأوامر والمراقبة. الإدارة الحديثة لم تعد تعترف بالمدير الغائب ذهنيًا، حتى وإن حضر بجسده. فحضورك الإداري يُقاس بمدى وعيك بنفسك، وبفريقك، وباللحظة التي تديرها. ✨ صمّمنا هذا الاختبار لقياس مدى وعيك الذهني واستعدادك لتكون قائدًا فاعلًا في بيئة متغيّرة. 🧠 هل أنت مدير بوعي ذهني؟ اختر الإجابة التي تمثلك بصدق. كل عبارة تقيس جانبًا من الإدراك الذهني للمديرين. (1 = نادرًا، 5 = دائمًا) ألاحظ مشاعري قبل اتخاذ قرارات تحت الضغط. أتمهل قبل الرد على الموظفين، خاصة في المواقف الصعبة. أخصص وقتًا أسبوعيًا لمراجعة سلوكياتي كقائد. أستمع للموظف حتى النهاية دون مقاطعة أو إصدار حكم فوري. أدرك تأثير نبرة صوتي وتعابير وجهي أثناء الاجتماعات. أعترف بأخطائي علنًا عندما أكتشف أنني تسرعت في قرار. أتحكم في انفعالاتي عندما أواجه مقاومة من الفريق. أُبدي تفهُّمًا لمشاعر الم...

الإدارة العامة أم إدارة الأعمال؟ كيف ترسم رؤية 2030 حدود الدور القيادي؟

صورة
الفرق الجوهري بين الإدارة العامة وإدارة الأعمال: بين الخدمة العامة والربحية الاستراتيجية في ظل التحولات الهيكلية والنهضة الشاملة التي تقودها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، لم تعد الإدارة مجرد أداة تنظيم داخلي، بل تحولت إلى ركيزة استراتيجية تصوغ شكل الاقتصاد، وتحدد مدى كفاءة الدولة في خدمة مواطنيها، وقدرة مؤسساتها على الابتكار وتحقيق الأثر. الرؤية فرّقت بوعي عميق بين الإدارة العامة و إدارة الأعمال : فالإدارة العامة لم تعد محصورة في البيروقراطية، بل أصبحت مُمكِّنة للتغيير المجتمعي من خلال مبادرات مثل قياس الأداء الحكومي، التحول الرقمي، وتمكين المرأة . بينما إدارة الأعمال تحوّلت من مفاهيم ربحية تقليدية إلى مكون وطني محوري، يعكس توجه الدولة نحو تنمية القطاع الخاص، دعم ريادة الأعمال، وتوطين الصناعات . فهم هذا الفرق الجوهري لم يعد خيارًا معرفيًا، بل ضرورة لفهم كيف تُدار الرؤية في الواقع، وكيف يُبنى التكامل بين قطاعٍ يخدم المجتمع، وآخر يصنع النمو الاقتصادي. جدول المقارنة: الإدارة العامة vs إدارة الأعمال العنصر الإدارة العامة إدا...

القراءة الإدارية الواعية: كيف تفرّق بين ما تحتاجه وما يُتاح لك؟

صورة
✨ مقدمة تأملية بعد بحثٍ معمّق واطلاعٍ على أبرز الكتب الإدارية الحديثة والمعاصرة، تتكشف الحقيقة بوضوح: الكتب الإدارية الأجنبية تُهيمن على المشهد — في المكتبات، في الدورات، وحتى في ثقافة العمل. حضورها قوي، تأثيرها واضح، وأساليبها مصقولة. وفي المقابل، تظهر الكتب الإدارية العربية… حاضرة، لكن في مساحة لا تزال تبحث عن الضوء الذي تستحقه — كصوتٍ متأخر في ساحة يعلو فيها الضجيج المستورد. هل نقرأ ما كُتب من أجلنا… أم ما فُرض علينا بتوفّره؟ وهل كُتبت كتبنا الإدارية لتعبّر عن واقعنا وهويتنا؟ أم لتظهر فقط كهوامش توضح المفارقات؟ ومع هذه التساؤلات، لا بد من وقفة تقدير عميقة : لكل من كتب، اجتهد، علّم، وخاض تجربة إدارية عربية أصيلة — سواء كان منهجه علمًا دقيقًا، أو فنًا نابعًا من الميدان. فالوقت ليس لنقد الماضي، بل لبناء مستقبل معرفي إداري، يكون فيه للكتاب العربي مكانٌ لا كرمزية فحسب… بل كمرجع، ومصدر إلهام، وأداة تأثيرٍ حقيقية. 🧭 تحليل الواقع: بين الغلبة والغياب الغلبة الأجنبية في المشهد الإداري المعرفي ليست مصادفة، بل نتيجة عوامل متراكمة: هيمنة الجامعات الغربية على إنتاج النظ...

من الفكرة إلى التنفيذ: كيف تبدأ مشروعك بروح رؤية 2030؟

صورة
🟢 الأسبوع الثاني الإدارة الاستراتيجية: من أين تبدأ؟ في الأسبوع الأول من سلسلة "رؤية 2030 والإدارة"، ناقشنا كيف أن الرؤية ليست مجرد وثيقة تخطيط بل خريطة وعي وقيادة وطنية. ننتقل في الأسبوع الثاني إلى أولى خطوات التفعيل العملي: الإدارة الاستراتيجية ، وهي المرحلة التي نبدأ فيها بالتحليل، والتخطيط، وربط المشروع برؤية المملكة وقيمها. في زمن سريع التحول، لم يعد كافيًا أن نمتلك فكرة مشروع أو خطة تشغيلية، بل أصبحت قراءة السوق عن قرب ، في ضوء توجهات الرؤية، ضرورة أولى قبل أي قرار إداري. فالمشروع لا يُبنى على الحماس، بل على إدراك شامل للمشهد، وموقع المشروع فيه، وحجم الفرصة الفعلية. ولهذا أصبحت العملية الإدارية الكلاسيكية (تخطيط – تنظيم – توجيه – رقابة) تعني اليوم: التخطيط وفق رؤية 2030 ومساراتها. التنظيم بما يخدم القطاعات ذات الأولوية الوطنية. التوجيه باتجاه تمكين الأفراد والمنشآت. الرقابة على مستوى الأثر الاقتصادي لا الداخلي فقط. "السؤال لم يعد: ما المشروع الذي أريد أن أبدأ به؟ بل: ما المشروع الذي يخدم الواقع، ويتسق مع الرؤية، ويُحدث فرقًا؟" ...

خريطة الإدراك: هل نرى الواقع كما هو؟

صورة
  في زمنٍ تتزاحم فيه كتب تطوير الذات، يأتي كتاب خريطة الإدراك للكاتبة هاجر علي عقيلي ليُذكرنا بأن الإدراك ليس دورة تدريبية، ولا وصفة سريعة، بل رحلة داخلية شاقة… وصادقة . الكاتبة لم تقدّم خريطةً نهرب بها من أنفسنا، بل واجهتنا بأسئلة موجعة عن النية، والسعي، والتخبطات ، وحتى ذلك الفراغ الذي نحاول ملأه بأي شيء… إلا الحقيقة. وهنا وقفتُ، كقارئة وكأخصائية في الإدارة، أمام هذا السؤال: “هل يمكن للإدراك أن يكون أداة إدارية أيضًا؟” الإجابة التي تبلورت داخلي: نعم… ولكن بشرط ألا يُستورد ولا يُلقّن، بل يُستخرج من التجربة الصادقة، من جوهر الذات، من صوت الإنسان في داخله. 🌱 الإدراك الحقيقي يبدأ من "الإنسان أولاً" في كتاب خريطة الإدراك ، لا يُقدَّم الإنسان كوسيلة للنجاح، بل كـ غاية الإدراك وركيزته . هذا العمق يعيدنا إلى أصل قرآني لا يُمكن أن يُغفل في أي حديث عن العمل أو الإدارة: ﴿ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 129] هذه الآية تلخّص ببلاغة عميقة: أن الإنسان مستخلف لا موظف فقط ، وعمله محسوب ل...

تأمل إداري من يوم التروية: ريّ القيم قبل ريّ الأفعال

صورة
  ️ 🕊️ يوم التروية… حين يُروى القلب قبل أن يُروى الجسد في يوم التروية، يتوجّه الحجيج إلى منى … بداية الرحلة، لا نهايتها. يروون أجسادهم بالماء، ويهيئون أرواحهم للوقوف الأعظم. لكن التأمل الحقيقي يبدأ من الداخل… فـ التروية ليست فقط مكانًا، بل حالة نفسية نحتاجها جميعًا، حتى لو لم نحجّ. إدارة الذات تبدأ حين نعيد ملء قلوبنا بالنية، ونُروِّي ضمائرنا بقيمنا… قبل أن نطلب الريّ من الخارج. في زحام الحياة، ننسى أن للنية وقتًا… وللقلب عطشًا. ويوم التروية يهمس: قف قليلاً… واسأل نفسك: هل أنا أعيش بقصدي؟ أم أعيش لأن الوقت يمضي؟ هل قراراتي تعبّر عن ذاتي؟ أم عن ضغط الخارج؟ هل قلبي ممتلئ… أم فقط مجهد؟ فلنستغل هذا اليوم كمحطة إدارية ذاتية: نراجع أنفسنا كما يراجع الحجيج مناسكهم. ونهيئ نوايانا كما يهيئون طريقهم إلى عرفات. من لا يُروِّي ذاته اليوم… لن يبلغ قمّة التغيير غدًا. #إدارة_الذات #العشر_الفضيلة #يوم_التروية #تأمل_روحي

العقل الأخلاقي vs. التنظيمي: الإدارة بين ابن تيمية وآدم سميث

صورة
🧭 مقارنة في جوهر المفهوم ووسائل التطبيق في زمن تتسارع فيه مفاهيم الإدارة، لم تعد القيادة تعني فقط إصدار الأوامر، بل أصبحت علمًا، وفنًا، ومسؤولية. وبينما ينسب الكثيرون الإدارة الحديثة إلى الثورة الصناعية، فإن العودة للفكر الإسلامي تُظهر أن القيم الإدارية قد وُضعت منذ قرون. في هذا المقال، نقف عند شخصيتين بارزتين: 🧕 ابن تيمية – مفكر إسلامي أرسى مفاهيم الإصلاح الإداري من منظور شرعي 👨‍🏫 آدم سميث – اقتصادي غربي وضع اللبنات الأولى للنظام الرأسمالي وتنظيم العمل والإنتاج فما الرابط بين فقيه من القرن السابع الهجري، ومفكر اقتصادي من القرن الثامن عشر الميلادي؟ الإجابة في خمسة محاور: 📊 جدول المقارنة بين ابن تيمية وآدم سميث المحور ابن تيمية آدم سميث 1️⃣ مفهوم الوظيفة الإدارية الإدارة = أمانة شرعية تهدف لتحقيق المصلحة العامة ودفع المفاسد. تُضبط بالعدل، واختيار الأصلح والتكليف. الإدارة = وظيفة تنظيمية عقلانية تهدف إلى رفع الكفاءة والإنتاجية. تحقيق...

فن الإدارة النبوية: قيادة قائمة على تخطيط واعٍ لا شعارات مكررة

صورة
كيف تجسّد التخطيط الإداري في الهجرة النبوية؟ ليست الهجرة مجرد حدث في السيرة، بل نموذج إداري متكامل في التوقيت، والتمهيد، والتحالف، وقراءة البيئة. في هذا المقال، نستعرض هجرة النبي ﷺ إلى المدينة كتحول استراتيجي مدروس، ونكشف كيف تلتقي الإدارة الإسلامية مع مفاهيم القيادة الواعية في عصرنا. إنها لحظة تقول لنا: "البيئة ليست فقط مكانًا… بل شرطًا لنجاح الرؤية". ✨ التأمل الهجرة لم تكن هروبًا من الضعف، بل انتقالًا استراتيجيًا نحو بيئة تحتضن الفكرة وتؤمن بالمنهج. لم ينتظر النبي ﷺ تغيّر الواقع في مكة… بل غيّر الموقع ليفتح واقعًا جديدًا. وهنا جوهر القيادة الواعية: أن تفرّق بين وقت الثبات ووقت الانتقال. تشابه ✦ الإدارة المعاصرة… وسيرة الانتقال الذكي   من السيرة الإدارة المعاصرة اختار المدينة بعد دراسة بيئتها ومكوناتها يدرس القائد السوق والبيئة قبل التوسع أو التغيير بنى تحالفات مع الأوس والخزرج قبل الانتقال يُهيئ القائد البيئة الداخلية قبل أي تحول استراتيجي استثمر وقت البيعة لإرساء الالتزام والوضوح يبني القائد ثقافة ...

الإدارة كقوة محركة لرؤية 2030: كيف نصنع التميز الوطني؟

صورة
  "الرؤية لا تتحقق بالأمنيات… بل بالإدارة الواعية، والاستثمار الجاد، والعمل المنظّم." 🟢 الأسبوع الأول فهم رؤية المملكة 2030: المعنى العميق لقطاع الأعمال والإدارة رؤية المملكة 2030… طريق وعي، وعزيمة، وتحوّل رؤية المملكة 2030 ليست مجرد وثيقة تخطيط… بل خريطة طريق وطنية ، تحدد الأهداف وتُرشد إلى الاستراتيجيات اللازمة لتحقيق النمو، والازدهار، والاستدامة . هذا الطريق، الذي يمتد عبر ثلاث مراحل رئيسية كل منها تُغطي خمس سنوات، لم يُصمَّم لعبوره بلا وعي… بل يتطلب من كل من يسير فيه إدراكًا عميقًا أن التغيير لا يكون بالشعارات، بل بالمعرفة، وبالعمل، وبالإيمان بالمشروع. إنها رؤية ترتكز على العمل الواعي: بجذورٍ قيمية إسلامية ، وقوةٍ اقتصادية استثمارية ، وأدواتٍ إدارية علمية . مشروع يعيد رسم ملامح المملكة في الداخل والخارج، ويُعيد تعريف الدور الاقتصادي والإداري في آنٍ واحد. في هذا السياق، تتحول الإدارة من وظيفة تقليدية إلى رسالة وعي وقيادة ، يصبح فيها التخطيط الاستراتيجي هو الأساس، والتنفيذ الممنهج هو السبيل، والنتائج القابلة للقياس هي لغة الإنجاز . ✦ ماذا تعني رؤية 2030 للأع...

أنواع الموظفين الصعبين: كيف نتعامل مع التحدي الإداري بوعي؟

صورة
  في عالم الإدارة، لا يكفي أن تمتلك اللوائح والأنظمة، ولا أن تتقن التخطيط والرقابة… التحدي الحقيقي يكمن في التعامل مع "الإنسان"، بكل ما يحمله من مشاعر وتباين في الطباع. وهنا لا يُقاس وعي المدير بصرامته أو تساهله، بل بقدرته على التمييز بين من يحتاج إلى احتواء، ومن يحتاج إلى الحزم ، بين من يفتقر إلى الكفاءة… ومن يفتقر إلى النية. 1. 🌀 الموظف المقاوم للتغيير يتذمّر من الأنظمة الجديدة يُحبّ الروتين ولو كان غير فعّال هذا الموظف قد لا يكون عنيدًا كما يبدو… بل قلقًا من فقدان السيطرة. المطلوب هنا احتواء تدريجي + تدريب + إشراك في التحسين . 2. 🕳️ الموظف المتهرّب يتغيّب ذهنيًا حتى لو كان حاضرًا يراوغ في أداء المهام هذا النمط يتطلب وضوحًا صارمًا في التوقعات وتفعيلًا للنظام دون انفعال . الإهمال المتكرر لا يُعالج بالتسامح، بل بالمتابعة الدقيقة والحزم المحترم. 3. ⚖️ الموظف ضعيف الالتزام لا يلتزم بالمواعيد يبرر كثيرًا… ويؤدي القليل هنا تظهر أهمية التحليل قبل الحكم: هل السبب ضعف في بيئة العمل؟ أم افتقار للمساءلة؟ الحل: توضيح التوقعات + التدرج في الإجراء...